أقلام الصحف السعودية

ما بين فهد وفهد!!! | بقلم إياد عبدالحي

بواسطة : آياد عبدالحي

@ أذكر تصريحًا قرأته للكوتش أوسكار في زمنٍ مضى ذكر فيه أنه محظوظ جدًا بامتلاكه (أسرع) خط هجوم..!
@ وقتها كان المدير الفني للشباب..
@ شباب أنور وعويران والمهلل..
@ والأخير هو (الفهد) الأول في عنوان مقالي..
@ السّكب.. بهذا اللقب عرفناه.. ثم جاوره في الخانة ذاتها مرزوق العتيبي.. عابر القارات..!!!
@ السرعة..!
@ سلاح فتّاك.. معناه أنك ستسبق خصمك على الأقل بخطوة.. ياردة.. وربما أكثر بكثير..!!!
@ إلا أنها وحدها لا تكفي.. ولو أنها كذلك لرأينا (يوسين بولت) مهاجمًا لمدريد أو البارشا..!
@ المهارة جدًا مهمة.. حساسية التسجيل.. التحكم في حركة الجسد.. الثبات الانفعالي والارتداد الحركي.. التمركز.. حفظ المرمى غيبًا.. بمعنى: أن ترمي بالكرة في شباكه وأنت مُغمض العينين..!
@ المهلل وقتها كان مثالا حيا على ما أقول.. أنا ما زلت أذكر هدفًا له في الهلال.. حين مرر له أنور الكرة من قبل خط المنتصف.. بعدها بست ثوانٍ فقط كانت الكرة في المرمى..!
@ ست ثوانٍ.. أطاح فيها بمدافعَين وسحب بينهما الحارس.. ثم سجّل..!
@ إذاً الأمر لم يكن ركضًا فحسب..!!!
@ ولم تكن المرة الأولى.. وليست الأخيرة.. بل إن السّكب ظل يفعل الفعل ذاته لمواسم ومواسم..!
@ حسنًا.. ما رأيكم أن ننتقل للفهد الآخر..؟
@ فهد المولد.. سريع أيضًا.. بل وسريع جدًا جدًا.. ظلمته الخانة، واستنزفته المهام.. ومع كل هذا هو (ينفرد بالمرمى) مرةً بعد أخرى.. ولو أنه سجّل نصف انفراداته فقط لتصدر باتحاده الدوري ونافس ريفاس على صدارة الهدافين..!
@ إلا أنه لم يفعل.. تارةً يطوّح بالكرة إلى مجرّة أخرى.. وتارةً تهرب من بين قدميه.. وأحيانًا يسلمها للحارس وليس ينقصها إلا تغليف هدايا..!
@ ما السبب..؟ أين العلة..؟ باختصار: نقص حاد في المهارة.. ومن الممكن وصفه بـ أنيميا..!!!
@ والمهارات التي أعنيها مكتسبة.. بالإمكان الارتقاء بها، تحسينها، صقلها، الوصول بها إلى مستوى عالٍ من الجودة..
@ كوتش كبيتوركا عليه أن يقرر حصصًا إضافية لفهد عنوان دروسها: (حين تواجه المرمى)..!
@ كيف تطيح بالحارس بالتمويه..؟ ماجد كان يفعلها بغمزة..! وحين أقول (ماجد) أنا لا أقصد إظهار الأمر بصعوبته بل لأن ماجد هو المنهج..!
@ أما الأمثلة فما أكثرها.. بل إن ملاعب الحواري تمتلئ بمن يُسقطون الحراس بـ(قلطه)..!
@ فهد ذات مساء هز شباك الشباب بهدف (لُب) لا أروع منه.. وقتها قلت لنفسي: إذاً فالثقة موجودة..
@ بعدها أضاع ما لا عدّ له من الفرص المحققة والسهلة لدرجة (وانت مغمض)..!
@ في كل مرة كنت أحزن.. أُحبَط.. وأتساءل:
@ نجم كهذا بإمكانه أن يتحول لأسطورة.. فما الذي لا يجعله يهتم بأول سطوره..؟
@ لماذا يُصر على تقديم الخط ركيكًا.. ما المانع من تحسينه..؟ أليس من المفترض أن يشتغل على نفسه..؟
@ اذهب يا فهد لبيتوركا واطلب منه علاجًا لنقطة الضعف هذه.. قُل له: أريد أن أتعلم كيف أتصرف حين أواجه المرمى.. ليس عيبًا ولا أراه إحراجًا.. بل إن الإحراج والله هو إضاعتك للفرصة تلو الأخرى أمام مدرج يرى فيك بعضًا من (نور).. وأنت وليس غيرك من تُطفئه شيئًا فشيئًا..!

نهاية:
الروح.. المجهود.. السرعة.. أكمل الباقي يا فهد..!

.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع