أخبار الصحف السعودية

البلاد | العميد يغلي ومستقبله مظلم .. قضية كالون وإقالة البلوي هي من دهور الاتحاد

عبدالعزيز عركوك

تعالت الأصوات وكثرة الأسئلة من قبل الجماهير الاتحادية والمهتمين بالجانب الأصفر في مختلف مدن المملكة لمعرفة الأسباب التي أدت لتدهور الفريق الأول لكرة القدم بالنادى فبعد أن حقق جميع البطولات المحلية بالإضافة للعربية والآسيوية وشارك في مونديال كأس العالم للأندية وحقق المركز الرابع أصحب الفريق منذ عام 2009م يقدم مستويات متدنية وابتعد بشكل مخيف عن تحقيق البطولات على الصعيدين المحلي والخارجي وظهرت المشاكل والديون والانقسامات داخل النادي فبعد أن كان الاتحاديين على قلب رجل واحد ويستطيعون الوقوف بكل قوة أمام التيار الخارجي أصبحوا متفرقين وكل منهم يبحث عن الانجاز الذي يسجل باسمه ولا يتمنى أن يشاهد الفريق عائد إلى منصات التتويج على أيدي شخص أخر فكثر الخلاف بسبب الأنانية وحب الذات والمصلحة الشخصية وهنا في هذا التقرير نسلط الضوء على نقطة التحول التي كانت هي السبب الرئيسي في أثارة المشاكل والفوضى والانقسامات الداخلية في النادي وقدمت جميع الألعاب في النادي من قدم إلى طائرة وسلة ماء وغيرها كوجبة دسمة للفرق الأخرى داخل الملاعب الرياضية وللإعلام على الصحف والتلفاز والإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعية.

(قضية كالون)
تعتبر قضية هروب اللاعب السيراليوني محمد كالون في عام 2007م الذي حضر في ذلك الوقت بتأشيرة خاصة بنادي الهلال بغرض التوقيع مع اللاعب لمصلحة النادي ولكن تدخل رئيس الاتحاد منصور البلوي في تلك الفترة وقام بتخريب الصفقة والمساهمة في هروب اللاعب من الفندق الذي كان يسكن به في مدينة الرياض واحضاره إلى جدة حيث أوضح الرئيس العام لرعاية الشباب في تلك الفترة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد أنه سمع في ذلك الخبر أثناء تواجده في القاهرة عند الساعة السابعة مساء بتوقيت مصر وقد شكل لجنة عاجلة برئاسة نائبه صاحب السمو الملكي نواف بن فيصل ورئيس لجنة الاحتراف في تلك الفترة الدكتور صالح بن ناصر لتقديم تقريرا عاجلا حول القضية والتي اثبتت اختطاف اللاعب محمد كالون من قبل منصور البلوي حيث أصدر الأمير سلطان بن فهد قرارا بعدم التعاقد نهائيا مع اللاعب السيراليوني مؤكدا أنه لا يمتلك للأخلاق الرياضية كما أوضح سموه أن عدم اعتراف منصور البلوي بقضية تهريب اللاعب بالرغم من معرفة جميع الناس بذلك .
(نقطة التحول)
بعد أن استطاعت الإدارات الاتحادية أن توحد صفوفها الداخلية وتكوين علاقة قوية مع جميع الصحف المحلية التي تدعم الفريق اعتبارا من 1417هـ إلى 1427هـ من عهد طلعت لامي إلى أحمد مسعود وحسن جمجوم وجمال أبو عمارة ومنصور البلوي حيث استطاعوا بهذه المعايير أن يقفوا أمام الإعلام الخارجي وكل من يهاجم الاتحاد وكونوا بيئة عمل نظيفة ولائقة جعلتهم يحققوا جميع البطولات المحلية بالإضافة للخليجية والعربية والقارية وتحقيق المركز الرابع ضمن كأس العالم لمونديال الأندية ولكن بعد إقالة رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي ظهرت المشاكل والانقسامات في نادي الاتحاد وتحول الخلاف من الخارج إلى الداخل حيث أصبح الإعلام الاتحادي موجه وينتقد الإدارات الاتحادية وتحول النادي إلى صراعات داخلية بحيث كل منهم يبحث عن مصلحته الشخصية وتسجيل اسمه في سجلات النادي بأنه الأكثر تحقيقا للبطولات وأنه الرئيس المؤثر والذهبي من خلال تصفية الحسابات فيما بين أعضاء الشرف والهجوم الإعلامي عبر وسائل الإعلام ومختلف الصحف من باب تصفية الحسابات حيث استمعنا للمقاطع الصوتية المسجلة ضد الإدارات السابقة في قضية انتقال اللاعبين بالإضافة لتسريب مقاطع الفيديو من داخل الاجتماعات الخاصة وكذلك القوة الإعلامية التي ظهرت وساهمت بشكل فعال في ابعاد الإدارات السابقة حيث قام بعض الإعلاميين المؤثرين في الوسط الرياضي بكتابة عناوين ومقالات جعلت الجماهير الاتحادية تهاجم رؤساء أنديتها بالتجمع حول النادي والهتافات ضدهم في المدرجات ورميهم بالعبوات الفارغة.
(كل سنة رئيس)
من بعد إقالة البلوي في عام 2007 م وتحديدا قبل 9 أعوام تم تكليف وتعيين 9 رؤساء لقيادة النادى مما يؤكد عدم استقرار الوضع الإداري للنادي والمالي بحيث كل إدارة تحضر في موسم واحد وتتعاقد مع لاعبين ومدربين بمبالغ عالية مما سببت مشاكل مالية وديون كبيرة على النادي لتتحملها في الإدارة القادمة ومن الأسماء التي تقلدت منصب رئيس في النادي عقب إقالة منصور البلوي هم على التوالي تكليف المهندس جمال أبو عمارة ثم تعيين الدكتور خالد المرزوقي ثم تكليف محمد اليامي ثم تكليف إبراهيم علوان وبعد ذلك تعيين اللواء محمد بن داخل ثم تكليف المهندس أيمن نصيف وعقب ذلك تعيين محمد الفايز ثم تكليف عادل جمجوم وأخيرا إبراهيم البلوي.
(18 مدربا في 9 أعوام)
يعتبر استمرار الجهاز الفني في الفريق أمر مهم لبناء فريق قوي يمتلك الاستقرار والانسجام ويحافظ على المردود الفني للاعبين ولكن ما نشاهده في نادي الاتحاد من تخبط وفوضى في هذا الجانب على اعتبارا إنه تم التعاقد مع 18 جهاز فني خلال 9 أعوام من مختلف المدارس بدول العالم وهم على التوالي البرازيلي جوزية كاندينيو والبرازيلي سواريز ثم الأرجنتيني غابرييل كالديرون والأرجنتيني اينزو هيكتور فالبرتغالي مانويل جوزيه ثم البرتغالي توني وبعد ذلك البلجيكي ديمتري والتشيكي ماتياز كيك ثم الأسباني راؤول كانيدا والأسباني بينات ثم تكليف المدرب المصري عمرو أنور مؤقتا وعقب ذلك الأورجواني فريسيري ثم المدرب الوطني خالد القروني وبعد ذلك تمت إعادة المدرب المصري المؤقت عمرو أنور إلى أن تعاقدت الإدارة من الروماني بيتوركا والذي تمت إقالته ليخلفه المدرب الروماني بولوني والذي تمت إقالته ليكلف المدرب المصري عادل عبدالرحمن مؤقتا إلى أن وصلنا إلى وقتنا الحالي بإعادة المدرب الروماني بيتوركا مرة أخرى.
(السمسار)
السمسار هو لفظ مستعمل كثيراً في العالم الإسلامي اليوم فلنأخذه بشيء من التفصيل في الأصل كلمة فارسية ومع ذلك فهي معربة وقد استعملها العرب في زمن الجاهلية وهي الوسيط بين البائع والمشتري لإمضاء البيع أو هو الدال على مكان السلعة وصاحبها لا فرق لغة بين السمسار والدلال وقد فسرهما القاموس بالمتوسط بين البائع والمشتري وفرق بينهما الفقهاء فالسمسار هو ما ذكر سابقاً والدلال هو المصاحب للسلعة غالبا لذلك على الفريق الاتحاد الحذر من ذلك الرجل الوسيط الذي كبل النادي ديونا لا تعد ولا تحصى سواء بجلب لاعبين محليين أو أجانب متهالكين أو التعاقد مع مدرب جديد أو إعادة جهاز فني سابق بمبالغ خيالية يقع ضحيتها النادي والرئيس القادم وتخرج بفائدة كبيرة للسمسار الذي وجد الشهرة والمال دون مردود إيجابي للفريق.
(الحلول)
حتى يعود الاتحاد إلى سابق عهده ولمنصات التتويج لن يتحقق ذلك إلا في ثلاث أمور الأول منها أن يحضر رئيس نادي يمتلك مالا وفيرا يستطيع من خلاله انتشال الفريق من أزمة الديون وأغلاق جميع القضايا المسجلة على النادي لدى لجنة الاحتراف والفيفا بالإضافة إلى جلب جهاز فني ولاعبين محليين وأجانب خمس نجوم يستطيعون قيادة الفريق بعيدا عن التعاقدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والمتمثلة في صفقات اللاعبين المغمورين والعواجيز أما الأمر الثاني فهو احضار إداري للفريق قوي الشخصية ويمتلك خبرة ولا يسمح لكائن من يكون بالتدخل في الأمور الفنية ومنح كامل الصلاحيات للجهاز الفني.
واخيرا على إدارة النادي أن تتعامل جيدا مع الإعلام الاتحادي وكسب الجميع من خلال التعامل الموحد في جلب المعلومات والاستماع لانتقاداتهم وتسهيل مهمة عملهم داخل النادي وتفعيل دور المركز الإعلامي وإن كان الأمر صعبا نوعا ما فعليهم تنفيذ الأمرين السابقين لأن الانجازات والبطولات والالقاب هي من تحدد نجاح الإدارات من فشلها فمتى تحقق النجاح سيتوقف الجميع عن الانتقاد وسيكون الانصاف هو البديل لا محالة.

 

المــصــدر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع