أقلام الصحف السعودية

جماهير راقية ومثالية | بقلم صالح العمودي

الكاتب : صالح العمودي ,, صحيفة الرياضي ,, بتاريخ 2/9/2014
ـ “كل دقة بتعليمة”.. وليس أجمل من الدندنة بهذا المثل الشعبي عندما يتم ضبطه متلبساً على أرض الواقع.. ففي تفاصيل حياتنا اليومية من التجارب ما يجعل التعليم بهذه الطريقة درساً عملياً مفيداً لمن أراد الاستفادة منه.
ـ حتى الرياضة وملاعبها زاخرة بأحداث ومواقف ودروس ينبغي التدقيق فيها والتعلم منها، ولن أذهب بعيداً في سياق ذلك بل سأقف مع ما جرى قبل أيام عندما تعرض نادي الاتحاد لعقوبة صادرة من لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي حرمت العميد من دخول جماهيره ملعب الشرائع في لقاء الفريق أمام العين الإماراتي.
ـ ومهما كانت طبيعة التجاوزات التي ارتكبها بعض جماهير نادي الاتحاد وتسببوا في هذه العقوبة التي صدرت في حق ناديهم.. وبغض النظر عن نوعية العقاب الذي تم تنفيذه فعلاً جزاء لها وردعا لأمثالها (حسب نظرة الاتحاد الآسيوي).. فإن الموقف يحتاج إلى بعد نظر يتجاوز حدود الخطأ المرتكب والعقوبة المفروضة.. بمعنى ضرورة الاستفادة من الواقعة في ملاعبنا السعودية بصورة حضارية تضع حداً لمثل هذه التجاوزات، ليس في المسابقات الآسيوية فقط بل في عقر دارنا وملاعبنا المحلية.
ـ إن سلوكيات بعض الجماهير في كثير من مباريات الدوري السعودي على سبيل المثال تجعل هذه المنافسات مرتعاً خصباً لتمزيق الروح الرياضية، وصناعة الاستعداء بين شباب الوطن، وترويج عبارات خادشة للحياء، وترسيخ التعصب وحقن الجماهير بمحلول العنصرية والتفرقة الوطنية.. فداخل الإنسان مجموعة كبيرة من المشاعر والرغبات تتحكم في مواقفه وتصرفاته.. هذه المشاعر والرغبات تتغذى باستمرار من مخرجات المناخ المحيط بها والبيئة التي تعيش فيها.. وتختلف درجة التفاعل والانفعال من شخص لآخر، لكن المسألة في مجملها تقتضي مبادرات عملية لمعالجة هذا الانحراف السلوكي في مدرجات الملاعب.
ـ وحتى لا يكون المجال للتنظير فإنني أطالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تتبنى مشروعاً وطنياً لتوعية الجماهير الرياضة، يرتكز في مضامينه على اساس غرس مفاهيم سليمة واساليب راقية للتشجيع الرياضي، ويتم تنفيذ المشروع أولاً من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية كما أن ملاعبها هي المسرح الأول لكثير من التجاوزات والسلوكيات الجماهيرية الخاطئة.
ـ وأقترح أن يبادر اتحاد الكرة بتكوين هيئة أو لجنة تضم رؤساء روابط المشجعين في الاندية السعودية، ويتم من خلالها طرح هذا المشروع وتنفيذ فعالياته من ورش عمل ولقاءات مفتوحة ومنتديات وحملة إعلامية مركزة ومسابقات وجوائز لأفضل جمهور، وتصب جميعها في هذا الاطار للتوعية، ولا بأس أن نفتح المجال لمشاركة جهات أخرى متخصصة لدعم هذا المشروع وانجاحه بالصورة المطلوبة وضمان صناعة جيل واع من الجماهير الرياضية.. جيل يتشرب الروح الرياضية ويتعاطاها في كل ما يصدر عنه داخل ملاعبنا السعودية.. وليكن شعارنا (جماهير راقية ومثالية).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع