صحيفة الشرق الاوسط | عبد الله غراب : القروني أخفى هوية الاتحاد أمام العين والتعويض ليس مستحيلا .. العبدلي : فاعلية المحترفين الأجانب غابت تماما في المباراة

إبراهيم القرشي – جدة
ألقت الخسارة التي مُني بها فريق الاتحاد أول من أمس أمام فريق العين الإماراتي بهدفين نظيفين في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا بظلالها السلبية على الاتحاديين، بعد الأمنيات بالذهاب في البطولة إلى أبعد من الدور ربع النهائي، ما دفع البعض إلى تقاذف الاتهامات حيال المتسبب في الخسارة، والبحث عن حلول عاجلة لتحقيق الفوز في مواجهة الإياب التي ستجمع الفريقين السعودي والإماراتي يوم 26 أغسطس (آب) الجاري، وتدارك الخروج من البطولة القارية في نسختها الحالية مبكرا.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد المدرب الوطني عبد الله غراب أن المطالبة بالاستغناء عن الجهاز الفني أمر سابق لأوانه، مشيرا إلى أن الأولى هو مناقشة مدرب الفريق في الأخطاء التي ارتكبت، ومطالبته بتداركها في مواجهة الإياب، حيث قال: «يتحمل الجهاز الفني للفريق الخسارة في المقام الأول، والإداري، واللاعبون في المقام الثاني، قياسا بالنهج التكتيكي الذي دخل به مدرب الفريق المباراة، إلى جانب عدم ظهور اللاعبين بمستوياتهم المعروفة، والحل ليس في إقالة مدرب؛ كونه عاملا ضمن عوامل عدة».
وأضاف: «الاتحاد ظهر دون هوية واضحة، باستثناء الربع ساعة الأول من المباراة، قبل أن يتراجع إلى مناطقه الخلفية، تاركا المساحات الكبيرة للاعبي المنافس للتحرك بحرية، وكان من المفترض أن هناك تضييقا للمساحات، في ظل لعب الفريق بخماسي دفاعي، إلى جانب تراجع لاعب المحور جمال باجندوح إلى النواحي الدفاعية، حيث غُيبت الناحية الهجومية للفريق، والتي ظلت دون فاعلية».
وأبدى غراب استغرابه في حديثه إلى «الشرق الأوسط» من المستوى غير المتوقع لعدد من لاعبي الفريق، بعد ظهورهم بصورة مغايرة عن المعروفة عنهم، مشيرا إلى أن الجهازين الفني والإداري هما من يتحمل المسؤولية، في ظل النهج التكتيكي الذي دخل به الأول المباراة، حيث قال: «الأحمال التدريبية الكبيرة للاعبين من الممكن أن تكون قد أسهمت في تراجع مستوياتهم، بالإضافة إلى الطريقة التي دخل بها الاتحاد المباراة، وسهل لمنافسه فريق العين الإماراتي تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة، رغم أن الاتحاد يتميز بحيوية شبابه، وسرعته في بناء الهجمة، والارتداد السريع للتغطية، وهو ما لم نجده في المباراة».
وأضاف: «كما يتحمل الجهاز الإداري للفريق مسؤولية عدم تهيئة اللاعبين، قياسا بما شاهدناه من أداء اللاعبين، حيث بدا واضحا عدم وجود تهيئة مناسبة للاعبين قبل المباراة قياسا بأهميتها، وهو أمر لا يعفي الجهاز الفني للفريق، الذي واصل ارتباكه في المباراة، بإشراك قائد الفريق محمد نور بالشوط الثاني، في الوقت الذي كان يجب فيه على المدرب الإسراع بوتيرة اللعب، بالزج بلاعب شاب لتسريع المباراة، وكنت أتمنى أن يبدأ المباراة بنور كلاعب خبرة، ويتم سحبه في الشوط الثاني لتسريع المباراة لصالح فريقه، لا أن يتم العكس».
واستطرد غراب: «من الأخطاء الفنية الزج باللاعب طلال العبسي، الذي لم يكن مهيئا للمباراة، في ظل عدم مشاركته في المباريات السابقة للفريق، وعدم الاعتماد الواضح عليه، من قبل الجهاز الفني كلاعب أساسي، ورغم أن اللاعب يعد من اللاعبين الشباب الجيدين، وله مستقبل كبير، فإنه لم يظهر بالصورة المطلوبة، وكان الأولى إشراك صالح القميزي في المباراة، قياسا بمشاركاته السابقة مع الفريق».
واختتم غراب حديثه قائلا إن الفرصة ما زالت سانحة للاتحاد للتعويض، ورغم صعوبتها، فإنها ليست مستحيلة في كرة القدم، والتعاطي الجيد مع المباراة، والتهيئة الجيدة للاعبين، ورسم الخطة التكتيكية المناسبة، ستسهم في تحقيق الفوز، وهو أمر ليس مستغربا على الاتحاد الذي تعودنا منه دائما الخروج من عنق الزجاجة، وسلك الطريق الأصعب للتأهل والشواهد كثيرة.
من جانبه، أكد محمد العبدلي لاعب فريق الاتحاد سابقا، ومدرب المنتخب السعودي للبراعم، أن الخسارة التي مُني بها فريق الاتحاد من فريق العين الإماراتي والتي يتحملها الجميع وليس الجهاز الفني فقط، مشيرا إلى أنه ضد مطالبات البعض بإقالة المدرب، كونه لا يتحمل الخسارة وحده، حيث قال: «من الصعب أن يخسر الفريق مباراة، فتقوم الإدارة بإقالة المدرب، والتي لا بد أن تأتي بعد قناعة تامة بأن المدرب لن يستطيع تحقيق النجاح، ومحصلة العمل الفني للقروني مع الفريق لا تستدعي قرار إقالة أو ما شابه ذلك». ونوه العبدلي إلى أن الفرصة ما زالت سانحة أمام الفريق، في ظل انتهاء شوط واحد، وبقاء آخر في جدة، ويستطيع الاتحاد العودة، وهو الذي تعودنا منه دائما سلوك الطريق الصعب، والتأهل من الباب الضيق، فاللاعبون قادرون على التعويض متى حضر التركيز العالي والاستعداد الجيد للمباراة.
وقال العبدلي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «القروني دخل مواجهة فريق العين بطريقة 4-2-3-1. إلا أن الاتحاد يعاني عدم وجود اللمسة الأخيرة، وهو ما أعاقه عن تسجيل الأهداف، مبينا أن القروني دخل برباعي دفاعي وليس بخمسة مدافعين كما تردد؛ كون محمد قاسم لعب وسط يسار في مركز عبد الفتاح عسيري، إلا أن قاسم انحاز كثيرا إلى المهام الدفاعية بالتغطية مع الضميري، وأغفل المساندة الهجومية، ووافق القروني على إشراك قاسم بديلا لعبد الفتاح عسيري، الذي لم يقدم مستوى فنيا جيدا في المباريات السابقة، ولم يكن جاهزا للمباراة بعد معاناته السابقة من نزلة برد، وتعرضه لحادث، حيث لم يكن في جاهزيته التامة، والمدرب في نهاية الأمر يجتهد ويظل التوفيق من عند الله».
وأضاف العبدلي: «المحترفون لم يشكلوا فارقا مع الفريق منذ انضمامهم باستثناء المالي سامبا دياكيتي، الذي أجد أنه أفضلهم، قياسا بالأداء الفني الذي قدمه اللاعبون في المباريات الثلاث، محليا أمام الفيصلي والفتح، وقاريا أمام العين الإماراتي، ومن المفترض أن يكونا جاهزين ومتأقلمين مع اللاعبين، في ظل العمل الإداري المميز للفريق من معسكر إعدادي، والتحاق المحترفين مبكرا بالفريق في معسكره الإعدادي، وأتحدث هنا عن الأجنبي البرازيلي ماركينهو، والمالي سامبا دياكيتي، والأردني محمد الضميري، وفيما يخص العاجي ديديه يأكونان، لم أشاهده بعد للحكم عليه». ومنح اللاعبين الثلاثة درجات من عشر درجات، حيث منح البرازيلي ماركينهو، والأردني محمد الضميري 4-10. فيما حاز سامبا دياكيتي 8-10 كأفضل لاعب فيهم.
وعاد للحديث عن الجوانب الفنية لمواجهة الاتحاد والعين، حيث قال: «العين قرأ الاتحاد جيدا، وكان لاعبوه أكثرا تركيزا في المباراة، واستطاع إغلاق فاعلية الاتحاد من الأطراف حيث لم تكن لديه حلول بديلة للهجوم من العمق، كما أن المحترف البرازيلي ماركينهو كان عليه التقدم كمهاجم ثان، في حال كانت الهجمة من الأطراف، والمساهمة في خلق الفرص من العمق للمهاجم مختار فلاتة، والمولد، وقاسم، كما استطاع لاعبو وسط فريق العين إغلاق الحلول الموجودة للاتحاد، ما أسهم في فرض السيطرة على منطقة المناورة».
وأضاف: «يظل الاتحاد قادرا على الفوز وخطف بطاقة التأهل من منافسه على أرضه، والذي انتهى هو شوط، وبقي آخر، ومتى حضر الاتحاد بالمستوى المطلوب، وتم التركيز ستتحقق طموحات محبيه، وليس غريبا أن يخسر الاتحاد ذهابا ويعود للتعويض والتأهل إيابا، فالاتحاد بحاجة إلى دعم ومساندة جماهيره في تجاوز لاعبيه الخسارة وإسعادهم بالفوز».