أخبار الصحف السعودية

صحيفة المدينة | بيتوركا.. «غطرسة» وعجز فني … أهدر الملايين في معسكرات خارجية ويومية وتولَّى التعاقدات بنفسه

كتب – عبدالله فلاته
 

الخسارة في كرة القدم أمر وارد، وخسارة الاتحاد أمام الهلال ليست جديدة والعكس صحيح، فكلاهما مؤهل للفوز على الآخر وليس في ذلك أي عيب، ولكن المعيب فعلًا أن يظهر الاتحاد بذلك الشكل الباهت المتواضع الذي كان عليه يوم أمس الأول أمام الهلال على درة الملاعب، فمن المحزن حقًا ألا يتمكَّن فريق بحجم الاتحاد من بناء هجمة ويظهر بتكتيك ضعيف ومتواضع وكأنه فريق بدائي، فلم نرَ جملة تكتيكة واحدة طوال الـ90 دقيقة وكل ما شاهدناه هو أداء ركيك، تخبط عشوائي، لا يليق بالعميد.
تابعنا فرقًا أقل من الاتحاد فنيًا وعناصريًا تواجه الهلال وتقارعه ميدانيًا أما الاتحاد فلم يفعل شيئًا من ذلك، وبالتأكيد المدير الفني بيتوركا هو من يتحمّل المسؤولية الفنية ولا مجال لتنصّله منها، وللمعلومية فقد تسلّم الروماني الفريق وهو متصدر للدوري مع النصر وجعل منه حقلًا لتجاربه فخسر أمام هجر والتعاون مما أفقده فرصة المنافسة على الدوري لأنه فكّر بنفسه ولم يفكر بأنه تسلَّم فريقًا متصدرًا كان الأولى به المحافظة على وضعه العناصري والفني وبذلك أعاده لخامس الترتيب، وحينما جاءت المباريات السهلة قفز للثالث فهل يعتبر ذلك إنجازًا أم إخفاقًا؟!
الضعف الفني لمدرب الاتحاد
أثبت مدرب الاتحاد وفي غير مرة ضعفه الفني وهو يظهر جليًا خلال التغييرات التي عادة ما تطيح بالفريق حتى بات يتوجس منها خيفة، ولعل ما شاهدناه أمس الأول من احتكاك بمختار فلاتة قبل دخوله للملعب يبرهن على ذلك وهو يسأله «هل أنت جاهز»، وللمعلومية نفس السؤال سأله لعبدالفتاح عسيري والأمر بات واضحًا أنَّ المدرب لديه هدف بأن يجعل اللاعبين يقولون بأنهم لا يريدون أن يلعبوا وبالتالي يلقي المسؤولية عليهم، وهل من المنطق أن لاعبًا حاضرًا على دكة البدلاء بكامل زيه يُسأل «هل أنت جاهز»، وكأنه يسأله عن تسديد ركلة جزاء!! أسلوب مكشوف.. فضلًا عن تردّده في إجراء التغييرات بعد أن ثبت فشله خلالها في غير مرة.
وتعزيزًا لمقولة الضعف الفني: بناء الهجمات في الاتحاد ضعيف جدًا، وفي ركلة المرمى يظهر التخبط حينما يتم رد الكرة أكثر من مرة بين المدافعين والحارس بمظهر فني يكشف إلى أي مدى ضعف التكتيك، فاللاعبون لا يعرفون ماذا يريدون وليس هناك تعليمات واضحة لهم، كما أن شكل اللاعبين وتوزيعهم على أرضية الملعب خاطئ.
«شو» الانضباط
الهروب من الأمور الفنية إلى النواحي الانضباطية بات أمرًا واضحًا للجميع ولا يحتاج إلى تفسير، وبيتوركا يركز كثيرًا على الأمور الجانبية ويترك مهمته الأساسية، وإن كنا نتفق جميعًا على ضرورة الانضباط فهو أمر مطلوب ومُلحّ ولكن لا يكون بالطريقة التي نشاهدها باستمرار من خلال الاحتكاكات المباشرة مع اللاعبين.. تذكروا احتكاكه المباشر مع ماركينيو خلال مباراة العروبة بالجوف وهو ما تكرَّر في لقاءي نجران والنصر، وفي اللقاء الأخير الاحتكاك المتجدد مع المهاجم مختار فلاتة.. وقوة شخصية المدرب لا تظهر بالاحتكاكات ولا يكون لها مجال أمام المشاهدين وفي أرض الملعب، وتلك الأحداث التي تابعناها تبرهن على العلاقة المتأزِّمة بين بيتوركا ولاعبيه وما خفي كان أعظم، فكبرياء المدرب وغطرسته باتا علامة في تعامله ولعلَّ مشهده خلال مباراة النصر وبعد الهدف الثاني حينما استلقى وكأنه نائم يؤكد مدى العجز الفني ورسالة إحباط وجهها للاعبيه: «أنتم خسرانين لا محالة».. فتارة يوترهم أثناء المباراة وتارة أخرى يحبطهم بعد التأخر في النتيجة.
قضية نور
لا أريد الحديث عن قضية نور كثيرًا وإن كانت تستحق ذلك كونها لها تأثير فني على الفريق وحينما أقول الفني فأنا أعني ما أقول فخلال تواجد نور مع الفريق أحرز الاتحاد الانتصارات وتصدَّر، وكان أكثر اللاعبين صناعة للأهداف، وفي آخر مباراة لعبها أساسيًا أمام الأهلي كان نور نجم اللقاء باتفاق النقاد والمنصفين وصادق عليه المدرب ثم أخفاه في المباراة التالية أمام الهلال بكأس ولي العهد وأشركه متأخرًا، وتعزيزًا لمقولة أن غياب نور مؤثر فنيًا إحصائية مباراة الفريق أمام التعاون حينما دخل في الشوط الثاني وشارك في صناعة 14 هجمة وهذه ضمن الإحصائيات الداخلية لنادي الاتحاد، وحينما غاب ظهرت أصوات تتعالى بأن وجوده معنوي وليس فنيًا والحقيقة أن نور مهم معنويًا وفنيًا.
وزبدة الكلام طالما أنه وضع للاعب برنامجًا والتزم به فلكل بداية نهاية، فكان يجب على المدرب أن يقدّر ما اتفقت عليه معه إدارة النادي ويضع حدًا لهذا البرنامج الذي أصبح كرواية ألف ليلة وليلة، وفي ذلك تقدير لعمله قبل كل شيء وللنادي الذي يعمل به ولمجلس إدارته، وما قيل على نور في البرنامج ينطبق على زميله حمد المنتشري.
المعسكرات والدعم العناصري
قد يبرِّر البعض أن مدرب الاتحاد يفتقد للأدوات التي تمكِّنه من تحقيق النجاحات للفريق، والحقيقة أن إدارة النادي لم تقصر مع المدرب، لبّت له كافة المطالب، اختار سان مارتن وزوكالا ورفض لاعبين آخرين وتم التعاقد معهما على الفور بل مُنح صلاحية التوقيع، اختار رأس حربة آخر رومانيًا ثم تراجع عنه لأساب تفاوضية وهو المسؤول عن عدم التعاقد مع مهاجم، أما بالنسبة للعناصر الحالية والانتقادات التي تطالهم فقد حقق هؤلاء اللاعبون كأس الملك قبل عام عندما تفوقوا على الهلال ذهابًا وإيابًا وهزموا الشباب برباعية تاريخية وكان معهم محترفون أقل عطاء وتحت إشراف المدرب بينات وفي أجواء كلنا نعرفها وندركها، فالأدوات الفنية متواجدة واختيارات المحترفين من اختصاصه فضلًا عن معسكرين خارجيين لم يقدم خلالهما جديدًا لا عناصريًا ولا تكتيكيًا بالإضافة إلى معسكرات الـ3 و4 أيام لكل مباراة باهظة التكاليف ويجد قبولًا وتجاوبًا مع كل مطالبه من الإدارة الاتحادية.
نتفق على تطبيق النظام 100%
أتفق مع بيتوركا حينما رفض طلب اللاعبين بالعودة بعد المباراة مباشرة إلى جدة وذلك أثناء وجود الفريق في الرياض، فالموضوع لم تتم مناقشته مسبقًا ومن حق المدرب أن يلتزم بالبرنامج الذي وضعه سلفًا، وهذا من احترامه لعمله ولا مجال لانتقاده في هذا الجانب، وكان محقًا في الرفض وفي تنفيذ البرنامج متكاملًا سواء المبيت أو التدريب بعد العودة، ومن غير المنطقي أن يقدِّم تنازلات في هذا الشأن لأن موقفه سيضعف.. نختلف معه في عدة أمور ولكن في مبدأ فرض النظام في محله فهو محق 100%.
خلاصة الكلام قد يكون بيتوركا مدربًا مقبولًا للكرة التي تعتمد على الجهد والانضباط التكتيكي التي تتسم بها كرة أوروبا الشرقية ورومانيا منها، ولكنها لا تتناسب مطلقًا مع طبيعة لاعبينا فالمهام الفنية التي يُلزِم بها اللاعبين لا يمكن أن يطبقوها، فمن الإنصاف الإشارة إلى أن جرعاته اللياقية كبيرة غير أن العملية ترتبط بتأسيس اللاعب من البداية فهو غير مهيَّأ لهذا الجهد والاستنزاف ويحتاج إلى أمور تكتيكية وهي غير موجودة لدى بيتوركا، وأذكِّر بمقولة الصحافة الرومانية حينما وقّع للاتحاد وتم إسناد مهمة الإشراف على المنتخب الروماني لمواطنه يوردانيسكو فعنونت بمقولة «غادر المدرب العقيم.. أهلا يوردانيسكو»، ومن رأى طريقة الفريق الاتحادي دون حلول يدرك أن الصحافة الرومانية لخَّصت حال بيتوركا بكلمة واحدة، وهو بالفعل عقيم هجوميًا حتى في بناء الهجمة من البداية.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع