أقلام الصحف السعودية

حفص..كلية فاشلة وقلب نابض | بقلم صالح العمودي

ـ حفص وما أدراك ما حفص..؟!
ـ طفل من هذا الوطن.. رضع عشق العميد منذ مولده.!
ـ لم يبلغ العاشرة من عمره لكن اتحاديته “الصميمة” تنبض في قلبه الصغير وتجري في شرايين دمه.
ـ في ليلة نجران شدّه الحنين لرؤية النمور فشد الرحال وقطع آلاف الأميال وتحمل مشقة السفر وتحامل على معاناته مع الفشل الكلوي وتوكأ على عكازين ليكون حاضراً في مدرج الذهب.
*حضر بجسده وروحه ومشاعره.. بكل براءته.. بكامل بساطته.. ليروي في قلب الجوهرة قصة عشق اسمها الاتحاد.
ـ لم يكن حفص أصغر مشجع اتحادي في ذلك المساء الجميل لكنه كان اللافت للنظر، المثير للاهتمام، المحرك لقلوب الحاضرين والمشاهدين، فمن يفعل مثل هذا في زمن كهذا؟!
ـ إنها جاذبية الاتحاد المفروضة على عشاق هذا الكيان الكبير، جاذبية يستعصي الفكاك منها، ويستحيل التخلي عنها وكأنها تحاكي جاذبية الأرض وتتميز عنها في ملامسة المشاعر ودغدغة الأحاسيس.
ـ هكذا جاءت بحفص من بعيد ليقف ويصفق للعميد.. ففي حضرة الاتحاد ينسى آلام المرض وشدة المعاناة وتدب في جسده الصغير الحيوية والنشاط وكأنه سليم معافى يرفل في ثياب الصحة والعافية.
ـ كان موقفاً جميلاً من رئيس النادي ابراهيم البلوي عندما التقى بحفص وشكره على حضوره وتمنى له الشفاء ثم قرر منحه نفس المكافأة التي حصل عليها اللاعبون في تلك المباراة، لكن الأجمل هو ذلك المقترح الذي سمعته من العم علي بن الحسن الإدريسي هذا الشيخ الوقور الذي شاهد صورة الطفل حفص فدمعت عيناه ورق قلبه فوجه دعوة لكل الاتحاديين عموماً وأعضاء الشرف على وجه الخصوص بالوقوف مع حفص ووالده وأن يتكفلوا بعلاجه وإنهاء معاناته مع الفشل الكلوي.
ـ بالمناسبة.. العم علي الادريسي ليس إتحادياً بل وحداوي حتى النخاع لكنه – كما يقول – معجب بشعبية الاتحاد ويستمتع بمشاهدة هذه الجماهير العاشقة لناديها فهي حالة نادرة في الملاعب، وما هذا الطفل الصغير “حفص” إلا عاشق يجسد علاقة الاتحاديين بالعميد ويترجم مشاعرهم وإخلاصهم وتضحياتهم لهذا النادي العريق.
ـ قضى الله ولا راد لقضائه أن يكون في جسد حفص كلى فاشلة معطلة لا تعمل، لكن قلبه الصغير لا يزال ينبض بالحياة ويضخ الأمل وينضح بالحب، وللاتحاد نصيب وافر من هذا الحب فقد بعث فيه الحرص على الحضور إلى “الجوهرة” مواجهاً كل الصعاب متحدياً كل العراقيل.
ـ هذه التضحية الرائعة من حفص تستحق النظر من كل الاتحاديين، وحتى من غيرهم من المقتدرين، فعلاج حفص متاح ومتوفر وحالته المرضية قابلة للشفاء بإذن الله تعالى، فزرع كلية جديدة في جسده تنهي – بعون الله – معاناته مع الألم وتغنيه عن مشقة الغسيل الكلوي وتفتح له أبواب الصحة والعافية نحو مستقبل أفضل.
ـ إنها دعوة خير تنتظر أصحاب القلوب الرحيمة ليستثمروا في حالة حفص وأمثاله عملاً صالحاً ينفعهم لآخرتهم، وأجزم أن في هذا الوطن الكثير من هذه القلوب النابضة بالخير والمسارعة لفعله فعسى أن يفتح الله لأحدهم هذا الباب فيبادر ويتكفل بعلاج حفص لوجه الله تعالى، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. 
ـ مسك الختام :
ـ أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم.

رافع العمري

محب للكيان الاتحادي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع