أقلام الصحف السعودية

صديقي والاتحاد | بقلم سالم الشهري

-هو ليس من جدة.. لا من بيوتاتها ولا بدوها وليس من سكانها أصلاً.. ولكنه تعلق بها وهام فيها وعشقها حد الجنون.
– ليس ذلك بسبب بحرها ولا (بيكها).. بل لأجل كبيرها الاتحاد.
-هم كانوا يقولون: (جدة عروس البحر).. أما هو فيرى بأن جدة الساحرة والفاتنة هي عروس العميد.
– ولهذا فهو لم ولن يقتنع بالجدلية التي تتساءل: هل (جدة إتي وبحر) أم (أهلي وبحر) ؟! لأنه يرى بأنه حتى البحر (اتحادي).. ولهذا فقد كانت قناعته تتجلى في أن (جدة إتي وبس).. لأنه حتى الأهلي تاريخياً تأسس عن طريق الاتحاد مؤسسه هو الاتحادي (حسن شمس).
-هذا العاشق المغرم وبالرغم من أنه قد بلغ من الحب عتياً إلا أنه ظل زمناً طويلاً قبل أن تسمح له الظروف بزيارة معشوقه ومعانقة التاريخ (على الطبيعة) وتقبيل هامة المجد بشكلٍ مباشر.
– وعندما حانت ساعة اللقاء بعد طول انتظار.. ساقته أقدامه إليه ذات صباح.. ولو أنصفنا لقلنا: بأن الذي ساقه كان قلبه.. وعندما رآه دمعت عيناه وهو يردد: (هُوَ أنتَ ذا.. هُوَ أنتَ ذا..) ؟!
– حدثني صديقي العاشق الاتحادي بقصته تلك فكان حديث الروح للروح والنفس للنفس.. فكتبت على لسانه هذه الكلمات.. وأحببت أن أهديها له في الذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس معشوقه أعبر فيها عن حاله مع اللقاء الأول:
هُوَ أنتَ ذا..؟!
تزهو أمامي هكذا
بعراقةٍ..
تسمو على العظماء..
بطلاقةٍ..
تعلو على الفصحاء..
وتدوم للعشاق ذخراً..
يا موطن البسطاء
تغفو بينَ أَمجادٍ و.. أُخرى
تتوسدُ البحرَ الفسيحَ فخامةً
تتوشحُ التاريخً فخراً
هُوَ أَنتَ ذا يا أعذبَ الحبِ
وأنا أمامكَ..
…والهوى دربي
أَعَرفتني..؟!
أَمَّا أنا..
لا.. لستُ أجهلُ منكَ شِبراً
فَلقدْ منحتكُ قبلَ أنْ ألقاك عُمراً
دهراً حَزنتُ على انكساراتِ الزمان..
.. وبِتُّ أشكو للّيالي الهمَّ قهراً
وطربت من بعدِ الدموعِ على شموعِ النصرِ دهراً
ونَظمتُ في الأفراحِ والأتراحِ في عينيكَ شِعراً
إن كانَ بعضُ الناسِ يكتمُ حُبَّهُ
فأنا المجاهرُ في هواك اليوم جَهراً
هُوَ أنتَ ذا..؟!

غالب دلاك

الذي عشق الأصفر والأسود منذ الطفولة ( وكان"وما زال"وسيظل ) مخلصا شامخا كالجبل الشامخ كأي اتحادي .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع