? الرياض | قرارات اتحاد الكرة.. التطبيق أولاً
مجرد إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم عن جملة قرارات فجر أمس الأحد من أهمها تخفيض عدد اللاعبين المسجلين في الفريق الأول إلى 28 بدلا من 33 لاعبا، وتسجيل سبعة أجانب كحد أقصى، والزج بخمسة لاعبين سعوديين على الأقل تحت “23 عاما” في الفريق الأول، ومعاملة “المواليد” مثل اللاعب السعودي، واعتماد تصنيف الاتحاد الدولي “الفيفا” شرط للتعاقدات مع اللاعبين غير السعوديين وتأسيس شركة متخصصة لتطوير الحكام السعوديين، وإلزام الأندية بمراعاة ميزانيتها السنوية، وتطبيق 80 % للفريق المستضيف و20 % للفريق الضيف للحضور الجماهيري في المسابقات كافة باستثناء المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين ومباراة كأس الهيئة العامة للرياضة لبطل السوبر، خرج الكثير عبر “تويتر” بانطباعات سلبية حول عدم قدرة الاتحاد على تطبيق هذه القرارات، وهذا الانطباع لم يتولد لدى النسبة العظمى من الشارع الرياضي لولا أن هناك قرارات ولوائح استراتيجية أصدرها اتحاد الكرة سابقا ولم يجد لها المتابع أثرا على أرض الواقع وضبط الرياضة والمنافسات والمتنافسين والتحكيم والتدريب والإدارة على الرغم من الدعم الكبير والمستمر من القيادة العليا والقيادة الرياضية، لذلك على الاتحاد إذا أراد أن يؤسس لمصداقية جديدة في تطبيق القرارات أن ينسى المرحلة الماضية، وأن يستخلص منها التجارب التي تمكنه من استعادة الثقة، وألا تكون قراراته بالفعل “حبرا على ورق”، نتذكر جيداً أنه أصدر تعاميم وقرارات بعدم تعاقدات الأندية مع اللاعبين إذا وصلت ديونها إلى أرقام كبيرة، وعلى الرغم من ذلك أُبرمت الكثير من التعاقدات، والأندية عليها مديونيات بأرقام فلكية فأصبح التعميم نسياً منسياً، كما هو الحال لقرارات أخرى لم يفرضها الاتحاد وتطبقها الأندية.
عندما تخطط وتقرر وتعلن وتستمر الأندية في كسر ما تقول فأنت مجرد جهة لا تملك تطبيق القرار، وتصبح منظراً بلا تنظيم، المرحلة المقبلة لا يمكن أن ينفع معها “حب الخشوم” والتراجع عن القرارات، ومراعاة خواطر الأندية التي ورطت نفسها وتضررت من الديون، تحتاج إلى قرارات حازمة لا يمكن أن يتم التراجع عنها بضغط إعلامي، وغضب جماهيري، من يفعل ذلك فهو كمن يدفن رأسه وسط الرمل ومن دون أن يغطي بقية جسمه.
نظن أنه حتى الأندية ملت من ضعف الاتحاد في مرات سابقة، تريد أن يكون حازماً معها ويدلها على الطريق الصحيح وينتشلها من أوضاعها غير الجيدة، حتى تنشئ مساراً جديداً تعبر من خلالها إلى مكانة أفضل في المال والإدارة والمنافسة، أما إصدار القرارات بلا تطبيق فهو ضياع للوقت، وتعرية جديدة لمن يدعي أنه يعمل ولكنه لا يعلم أنه لا يعمل.