صحيفة المدينة | النمور وجماهيرهم أعادوا المتعة والإثارة للملاعب
منذ انطلاقة الموسم ونحن نتحدث عن غياب المتعة والإثارة في منافساتنا الكروية حتى أعاد لنا عميد الكرة السعودية وزعيمها، شيئًا من هذه المتعة والإثارة على مدار 90 دقيقة في كلاسيكو إياب الدوري الذي انتهى بالتعادل الإيجابي، وبالمناسبة هذه المباراة شهدت أخطاء كوارثية من التحكيم تضرر منها الاتحاد، ومع ذلك مرت بسلام دون المبالغة في التوقف عندها، وبرهنت على أن تنافس الكبيرين، في الملعب فقط، فإذن عودة الاتحاد لتقديم مستويات جيدة يساهم في ارتقاء المستوى الفني عمومًا، ولا داعٍ لكل هذه الشوشرة المبالغ فيها على أخطاء تحكيمية تحدث في كل مباراة، وتستوقفني كرة البطاقة الحمراء لحارس الاتفاق فمن وجهة نظري أن هذا الحارس كان يستحقها من قبل وهو يضيع الوقت مرة تلو أخرى، ويحذره الحكم في كل مرة، والقانون بعد البطاقة الصفراء أنه لا يوجد تحذير، وترفع الحمراء مباشرة، ولكنه تساهُل الحكم وأخطاءه التي أضرت بالفريقين، ونفس الخبراء الذين قالوا في تحليلاتهم إن الحارس لعب على الكرة وأبعدها، هم أنفسهم في حالات مشابهة قالوا لنا إن هذا تهور، وحينما يكون الردّ من المتابع بأن اللاعب نجح في استخلاص الكرة، يرد الخبراء إياهم: ولكنه واصل بعد تخليص الكرة وارتطم باللاعب، والبطاقة الحمراء مستحقة!! وهكذا هي الآراء، حسب ما تملي عليه ميولك، وطالما التحليلات على هذا المنوال فأصبحت للمتابعين ليس لها داعٍ.
أعجبني أداء فريق الاتفاق في الشوط الأول وروحهم القتالية، وهو أمر أتمنى أن يستمر في مباريات الدوري، لأن الاتفاق مكانه الطبيعي مع الكبار، ولكنّي لست مع ردَّات الفعل والبحث عن المشاحنات والمبالغة في الإشكاليات، فالاتفاق بعيد عن إحراز الكأس بظروفه الراهنة، ولكنه قريب من الهبوط في الدوري، والتركيز يجب أن ينصب على البقاء، وكان الأولى المحافظة على هدوء الأعصاب بعيدًا عن البطاقات الملونة أو أي قرارات انضباطية لاحقة، كما يستحق المدرب الوطني سعد الشهري الإشادة على عمله الفني، فهو يعمل وفق إمكانيات اللاعبين ويستخرج طاقاتهم، أما لاعبو الاتحاد فقد أدّوا مباراة متميزة ونجحوا للمباراة الثانية على التوالي في صناعة فرص متتالية حقيقية على المرمى، وهنا يكمن التفوق بعد التعديل الفني الذي أحدثه سييرا بتقديم فيلانويفا لموقعه الطبيعي وصناعته للعب، وإنما عتبي على لاعبي الاتحاد، فهو مجاراتهم للاعبي الاتفاق في الاستفزازات خلال اللقاء، والمفروض أن يدرك لاعبو الاتحاد أن ردات الفعل، ليست إيجابية، وأُدرك تمامًا أن إدارة حمد الصنيع تعي ما تفعل، وقد هيئت الفريق على أعلى المستويات، ولو لم يكن كذلك، لما عاد الاتحاد بهذه القوة، ومن أهم عوامل التصحيح التي لجأت إليها، التعاقد مع الجزائري بوجمعة لرفع المعدلات اللياقية للاعبين خاصة بعد الإصابات المتتالية.
ختام الكلام: فوز اتحادي مستحق، فحتى الشوط الأول الذي كان متكافئًا بين الفريقين لاحت فيه للاتحاد فرصتان ثمينتان لعمار النجار وفهد المولد، علمًا أن الاتفاق لعب بـ5 محترفين أجانب، وليس له في المباراة سوى هدف من كرة ثابتة، وفرصة يتيمة، معنى ذلك أن الاتحاد تفوق كليًا.
ما ينبغي التركيز عليه هو ارتقاء المستويات، وهذا الحضور الجماهيري الكبير الذي أضفى على المنافسة الكثير، متعة وإثارة ولوحات جمالية في المدرجات أعطت التميز لدور الـ16.