أقلام الصحف السعودية

?الاتحاد.. الإمتاع رغم الدمعة الحائرة | بقلم : د. عدنان المهنا

* رغم ظروفه، ومتغيرات واقعه، يظل الاتحاد الشغل الشاغل للجميع..!

وحتى فرحة جحافل جماهيره وبما يؤول إليه عادت تتقاطر تخطفنا بهيفاء الكرة الاتحادية، وصناعة لفتة الحسم النافذة، التي تنسدل بالملامح والعينين. تلك الفرحة التي ترسم لقلوبهم الولهى به في الألوان بُعدًا لا تقوى عليه الصفحات فتحدث انسجامًا بين الحبِّ.. والحبِّ!!

** وخلاف كل (انتماءات فرق أندية الوطن).

**ولكل عشق اتحادي.. ركض الفرح الجماهيري في لقاء الديربي أمام الأهلي يمنح الناس (إعجابًا) من دفئهم.. وعباءة بلون السماء، وبطعم (الاتحاد) حين جلجل بشعاره ودثاره، وبراعة شبابه، والبذخ الحضوري الآني لأجانبه..

**الاتحاد حين يسلطن حماساً وروحاً كيميائية بزفرات عطره وشهقات ورده يجيء إلينا (بالجمع) ظبية وجدانية، من لحظها ولظاها يسقى رقته ويجمع شتات عشقه، فيوقظ فينا جمال الإمتاع وحين يجيء الوجه الاتحادي (بملامح النمور) يحمل كثيرًا من التقاطيع البطولية (للفريق الشرس الكاسر)!!

لأن شباب الاتحاد وزملاءهم وبالحضور الملفت دائماً لحارس النمور”فواز القرني” ناهيك عن الحراك الكروي المسفوح بالوداد لمحمود كهرباء وأحمد العكايشي وبدعم الحضور البارع للمدرب التشيلي لويس سييرا (الآن) في بطولة الدوري المحلية ورغم حرمان فريقه من التسجيل لمعادلة السبعة المحترفين يتشكلون في صناعة وتصدير أهدافهم مثل (قوس قزح) بكل الألوان وكل الأحجام!!

** لكن (الاتحاد)..

منذ أكثر من تسعين عامًا.. لم يستطع أن يتغيّر فيه عنفوانه، برسم خطوات منتمية، ولاعبي أجياله وجحافل جماهيره!

فما عسى تاريخ وحضارة “كرة الوطن” أن تفعل إزاء ذلك الشلال الجميل من الحضور…!

**ورغم الدمعة الحائرة، والآهات المظفورة لواقع الحال كان الاتحاد أمام الأهلي وما قبله يشتعل، ويشعل أرق الفضول، وكان اللاعب التشيلي الفذ “كارلوس فيلانويفا” ينعش هنا وهناك، ويعزز ويدعم الشخصية القتالية لفهد الأنصاري والمصري كهرباء والتونسي عكايشي ، يستمطر لهم من (كرات المد) الفيلاينوفية ، عله يجمعها في الشباك ،واللعب بها، والتحول إلى (أهداف) مغطاة بأكملها بجهد الزملاء والرفاق (اللامع) وبقطرات عرقهم المتلألئة!!

** وفي الاتحاد.. وحين يركض (النمر) بحماسه

وروحه على العشب الأخضر المبلل بالندى، يشعر بأن قدميه لهما مذاق الفوز ومذاق البطولة.. ومذاق الملح!!

** وفي (الاتحاد) العملاق.. حاول محبو هذا الفريق أن يقبضوا على مثل تلك اللحظة الحماسية القتالية للاعبين بأجمعهم (على غير عادة)، ولو مع قليل من نضارتها ونكهتها!! لكن هاتيك الصباحات كان لها (هناك) في العميد غيوم كثيفة.. بينما في (الاتحاد) عرف اللاعبون كلهم التواشج الكروي كاملاً، ليكشف هؤلاء عن ارتفاع غيوم التهديف، ورغم أشيائه الموغلة في مزاجية لاعبيه العرب الثلاثة بيد أن الواقع المحيِّر يجعل لسييرا وفيلانوفيا في هندسة تكتيك هذا الواقع وميضاً من الحسن في الأداء والاتزان وقوة التمركز، وصناعة الهدف، والانتهازية، واستثمار الفرص في جُلِّها..

** و(الاتحاد) الآن..

في غمرة صبره على (أجانبه) الثلاثة الذين رضي بفرضية وجودهم لظروفه” السيادية

القضائية الجدلية ” التي ظلمته بعدم التسجيل، ورغم تباين عطاءاتهم بين مباراة وأخرى الذي لم تعد تُخْفيه (الكرات العصيِّة) على الرضوخ!! فهو إذا حضر معهم بشبابه، وخبرائه، ومدربه التشيلي (لويس سييرا) تتلاشى نداءات (الأهداف الخجولة) في دماغه، وبين قدميه!!

………………

** عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع