التحليل الفني

تحليل ياسر | ما بعد مباراة الاتحاد 1 × 3 النصر .. كأس الملك 2015 / 2016 .. دور الـ 4

تحليل مابعد مباراة : كأس الملك . دور الـ4

الاتحاد 1-3 النصر ,, على استاد الملك عبدالله بالجوهره ( جده )

#محللي_اتي_تايقرز
تحليل : ياسر فلاته
@solonesta

____________________

بسم الله الرحمن الرحيم
ودّع الاتحاد آخر آماله في الفوز بأي ألقاب هذا الموسم بعد السقوط المخجل أمام ضيفه النصر بثلاثة أهداف مقابل واحد في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. ولم يتبقَ للفريق إلا التشبث بفرصة التأهل إلى الدور الثاني من دوري أبطال آسيا لإنقاذ الموسم من نهاية مخيّبة جداً للآمال.

التشكيلة

image

image

المفاجأة الوحيدة في تشكيلة بيتوركا عن التشكيلة المتوقعة كانت في الدفع بمختار منذ البداية على حساب أحمد الناظري وتحويل الشكل إلى 4-4-2 ونقل سانمارتيان إلى الطرف الأيسر ، بينما استخدم كانيدا خطة شجرة الكريسماس 4-3-2-1 كما كان متوقعاً وبدأ بثلاثة لاعبي ارتكاز واعتمد على الفريدي وهزازي بدلاً من أدريان ومايغا.

الشوط الأول
أدرك كانيدا بأن فريقه عانى من خلل كبير في منظومته الدفاعية منذ بداية الموسم ومنذ توليه تدريب الفريق وخصوصاً في الأسابيع الثلاث الماضية ، فبنى استراتيجيته على الاستحواذ على الكرة والضغط العالي على مدافعي الاتحاد ومحاوره عند البناء من الخلف فشاهدنا النصر يضغط بخمسة وستة لاعبين في منتصف ملعب الاتحاد في أول مراحل التنظيم الهجومي

image

لاعبو الاتحاد يعانون في العادة تحت مثل هذا الضغط ولا يجيدون التعامل معه كما ينبغي بسبب محدوديتهم نوعاً ما من الناحية الفنية وبسبب عدم التنظيم الهجومي الجيد من الناحية التكتيكية فكانوا يشتتون الكرة ويلعبون تمريرات طويلة بلا هدف محدد إلى الأمام ويستعيدوها لاعبو النصر بسهولة.

هذا الأمر أراح مدافعي النصر وغطّى على العديد من العيوب التي ظهرت في المباريات الماضية بالإضافة إلى تعليمات كانيدا لحسين عبدالغني بالتحفظ في دوره الهجومي وعدم التقدم كثيراً لاسيما بتواجد فهد المولد في جهته ، كما أن خالد الغامدي كان حريصاً في توقيت انطلاقاته للمساندة الهجومية رغم نيله لقدرٍ أكبر من الحرية في التقدم مقارنة بعبدالغني.

وبسبب ذلك ، كانت مسؤولية توفير العرض واللعب عن طريق الأطراف موكلة إلى غالب على الجهة اليمنى وشايع على الجهة اليسرى مع تحركات ذكية من الفريدي والشهري وهزازي في الـ channels وما بين العمق والأجناب وأنصاف المساحات ، حيث كان الفريدي غالباً يدخل إلى منطقة الجزاء إذا تحرك نايف إلى الطرف أو نجح في جذب المدافعين إليه كما حصل في أول فرصة خطيرة في المباراة عندما سحب هزازي المدافعين إليه ووجّه كرة عالية برأسه إلى الفريدي المندفع إلى داخل الصندوق ولكنه لم ينجح في استغلالها.

الجبرين لعب دوراً هاماً في تأمين التغطية والدعم للخماسي الذي أمامه في حالة الضغط العالي ، والحماية لرباعي الدفاع إذا تمكن الاتحاد من تجاوز هذا الضغط.

اللعب بثلاث محاور وأمامهم لاعبي وسط هجوميين ، منح النصر الأفضلية في وسط الملعب للكثافة العددية وجودتهم على الكرة بالإضافة إلى بدايتهم بشكلٍ قوي وحدّة ورتم عالي في هذه المباراة لم يكن حاضراً في الفترة السابقة لذا فإن تفوقهم في معظم فترات الشوط الأول كان طبيعياً.

على الجانب الآخر ، إشراك سانمارتيان على الطرف يثبت مرة أخرى لبيتوركا بأنه خيار غير قابل للتطبيق حيث يفقد اللاعب جزءاً كبيراً من أهميته وتأثيره على المباراة عندما يكون بعيداً على الطرف ومطالباً بواجبات دفاعية تتطلب مجهوداً بمراقبة الظهير المقابل في الحالة الهجومية للمنافس.

في كل مرة يبدأ فيها الروماني على الطرف ، نراه يدخل كثيراً إلى الوسط وينتقل حتى إلى الطرف الاخر ولا يتقيد بمركزه مما يعني خلق فراغ في الخانة التي تركها وفرصة للفريق الاخر لنقل الكرة إلى ذلك الجانب وكسب زيادة عددية ضد الظهير.

تواجد سانمارتيان على الطرف يؤثر دائماً على توازن خط الوسط ولكن بيتوركا بشكلٍ غريب يصرّ على العودة إلى هذا الأمر بين الفينة والأخرى !

توقعنا قبل المباراة بأن يبدأ بالناظري كجناح أيمن بدلاً من عبدالرحمن الغامدي ويُبقي على فهد كجناح أيسر ويضع مواطنه كرقم 10 خلف المهاجم في 4-2-3-1. هذا كان سيعطي سانمارتيان الحرية التي يرغب بها في التحرك ما بين العمق والأطراف والبحث عن المساحات دون الإخلال بتركيبة الوسط وتوازنه في الحالة الدفاعية بالذات ، كما أن تواجده في هذا المركز كان يعني أن بإمكانه مساندة مونتاري وجمال باستمرار لكسب ” معركة الأرقام ” في وسط الملعب وإلغاء الزيادة العددية للفريق الاخر في هذه المنطقة.

جمال ومونتاري في لقطاتٍ كثيرة حاولا فيها التقدم للضغط على شايع وغالب اللذين كان لديهما خيار إضافي للتمرير متاح دوماً والمتمثل في الجبرين في ظل الدور الدفاعي غير الفعّال لريفاس ومختار. عندما تلعب بمهاجمين تقليديين في 4-4-2 وضد فريق يملك هذه الأفضلية الرقمية في الوسط ، من المنطقي أن يتراجع أحدهما في الحالة الدفاعية ويضغط على لاعب الارتكاز الأخير للمنافس أو يغلق عليه زوايا التمرير باستمرار ولكن هذا الأمر لم يحدث ونال الجبرين وحتى قلبا دفاع النصر راحة كبيرة ووقتاً كافياً على الكرة.

تقدم لاعبي الارتكاز في الاتحاد للضغط خلق مساحات كبيرة للفريدي والشهري بين الخطوط في ضوء تراجع الدفاع الاتحادي قليلاً ولكن هذه النقطة لم تُستغل كما يجب.

وعلى الرغم من هذه الأفضلية النصراوية في الشوط الأول وخلقهم لبعض الفرص ، إلا أن الاتحاد نجح في النجاة من استقبال أي هدف إلى آخر 5 دقائق من الشوط ، بل وكان بإمكان النمور خطف الهدف الأول عن طريق مختار الذي انفرد بالمرمى ولكنه تعامل مع الموقف بشكلٍ سيء مع قليلٍ من تألق الحارس والحظ السيء !

فرصة مختار بدأت من حالة لم يكن فيها الضغط النصراوي عالياً واستطاع فيها مدافعو الاتحاد إخراج الكرة بسهولة إلى سانمارتيان الذي مررها إلى مونتاري الذي مررها بينية إلى مختار خلف دفاع النصر الذي كان يعاني في مثل هذه الحالات ولكنها لم تكن كثيرة في هذه المباراة ولم يختبر هجومنا هذا الخط الخلفي بالشكل الكافي.

الهدف الأول لا يستحق الكثير من التعليق عليه. غلطة سخيفة كلّفت الفريق الكثير من زياد وثقة زائدة ومبالغ فيها بعدم التخلص من الكرة أكثر من مرة رغم كونه في موقف حرج وتحت الضغط. نعم زملاؤه لم يتعاملوا مع الموقف بالشكل الصحيح بعد قطع الكرة منه وكان بالإمكان تفادي الغلطة بعد وقوعها ولكنه يُلام أكثر من غيره على التسبب بالموقف من الأساس.

الشوط الثاني
استبدال مونتاري بقصي بين الشوطين كان منطقياً ومتوقعاً لأنه كان محظوظاً بعدم طرده في الشوط الأول بعد ارتكابه لبضعة أخطاء رغم كونه حاصلاً على إنذار قبلها ، ولكن الحكم تساهل معه إلى حدٍ ما. هو لم يكن الوحيد المشحون والمندفع في الشوط الأول لأن بعض زملائه أيضاً كانوا متوترين ولعبوا بنوعٍ من الخشونة والاندفاع الزائد مما يشير إلى تهيئة نفسية سيئة قبل المباراة.

إشراك قصي مع دخول سانمارتيان بشكلٍ دائم إلى وسط الملعب وتراجع ضغط النصر نقل الأفضلية والزخم لمصلحة الاتحاد الذي بدأ يستحوذ على الكرة ويفرض أسلوبه ويلعب أكثر في مناطق الفريق الزائر.

شكل الاتحاد في أول 10 دقائق من الشوط الثاني :

image

في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني لعب الاتحاد بدون لاعب ثابت على الطرف الأيمن أمام عوض خريص مع دخول سانمارتيان إلى العمق مما أعطى الفرصة لحسين عبدالغني في التقدم قليلاً إلى الأمام وطلب الكرة في مناطق أعلى من الملعب.

image

قام بعدها بيتوركا بسحب مختار والدفع بالناظري على الجهة اليمنى والتحول من 4-4-2 إلى 4-2-3-1 التقليدية كاعتراف ضمني بخطئه في اختيار التشكيلة والخطة المناسبة قبل المباراة.

استمرت أفضلية النمور إلى الدقيقة 62 مع فرصة خطرة لصانع الألعاب الروماني الذي سدد كرة من على خط منطقة الجزاء نحو الزاوية البعيدة ولكنها مرّت بجوار القائم بسنتميترات. بعدها تمكن النصر من تسجيل هدفه الثاني من هجمة مرتدة كان أساسها قرار خاطئ من قصي الخيبري في حالة تستحق التوقف عندها قليلاً.

image

في الصورة أعلاه ، كان بمقدور قصي تمرير الكرة إلى ماجد الخيبري على اليسار والاستمرار في دفع الفريق إلى الأمام والمحافظة على الاستحواذ والحالة الهجومية ولكنه قرر أن يسدد من مسافة بعيدة وسط تواجد عدد كبير من اللاعبين أمامه

image

ارتطمت الكرة بعمر هوساوي وتهيأت أمام الجبرين الذي مررها إلى شايع والذي بدوره تمكن من تجاوز التحامات زياد وخريص قبل أن يمررها إلى هزازي الذي انطلق بسرعة على الطرف وصنع الهدف للفريدي. جمال نال بعض الانتقادات على عدم لحاقه بنايف في سباق السرعة بينهما وعلى عدم ارتكابه لخطأ تكتيكي قبل دخوله إلى منطقة الجزاء ولكنه كان يحمل إنذاراً ومن الواضح أنه فكّر في هذا الأمر قبل ارتكابه للخطأ الذي كان سيكلّف فريقه اللعب بنقصٍ عددي في مباراة كان يمكن العودة فيها بالنتيجة على الأقل ( نظرياً ).

من أهم ميزات لاعب الارتكاز الجيد الإبقاء على الاستحواذ على الكرة وتدويرها وإعطاء فريقه الأمان وأفضل الخيارات خلال البناء الهجومي وهذا ما لم يفعله قصي في هذه اللقطة. قد يقول البعض أنه لو سجل منها لما تم الحديث عن مثل هذه الجزئية ولكن قرار التسديد من مثل هذا المكان وأمام هذا العدد من اللاعبين لم يكن الخيار الأمثل على الإطلاق أساساً.

وكما حدث في الهدف الأول ، لم يتمكن اللاعبون الآخرون من تصحيح الوضع وتفادي الغلطة.

بعد الهدف بخمس دقائق سنحت فرصة ثمينة ولا تعوض لريفاس لإحياء أمل العودة في المباراة عندما هيّأ كرة عرضية من عوض خريص بصدره داخل الصندوق وسط حصار هوساوي والغامدي وواجه المرمى ولكنه سدد برعونة في العارضة. هناك شيء من عامل الحظ السيء في هذه اللقطة ولكن كان بإمكان الفنزويلي التعامل مع الفرصة بطريقة أكثر عقلانية وهدوءاً.

بعدها بدقيقتين فقط عاقب النصر ريفاس وفريقه على عدم استغلال مثل هذه الفرص وقتل المباراة بالهدف الثالث من كرة ثابتة نفذها عبدالغني عرضية إلى غالب داخل الصندوق وجهها برأسه نحو المرمى وحيداً ودون مضايقة في ظل التنظيم الدفاعي السيء للاعبين في هذا الموقف وبطء ردة فعلهم والخروج الخاطئ لعساف من مرماه.

بعد الهدف الثالث لم تكن هناك مباراة بالمعنى الحقيقي وخرج لاعبونا ذهنياً من أجوائها وكان بإمكان المنافس تسجيل هدف أو هدفين أكثر لولا القائم وتألق عساف.

خاتمة
أجاد كانيدا في تحضير فريقه واختيار الاستراتيجية والعناصر الملائمة لهذه المباراة ومتطلباتها وخرج منتصراً بجدارة وتفوق على نظيره الروماني بشكلٍ واضح.

بيتوركا أخطأ في البدء بمختار والدفع بكل أوراقه من البداية رغم خلو الدكة من الخيارات الهجومية المؤثرة واللجوء للمغامرة في مباراة خروج مغلوب تستلزم الكثير من الحسابات والعقلانية لاسيما مع احتمالية وصولها إلى أشواط إضافية وركلات ترجيح. حاول بيتي بعد ذلك إصلاح خطئه في الشوط الثاني ولكن أخطاء لاعبيه ساهمت في الأهداف الثلاث للنصر وقتلت أي أمل في العودة لأجواء اللقاء.

الخروج بهذه الطريقة المخزية على أرضك وبين جماهيرك علاوة على الأجواء المشحونة في النادي وغياب بعض اللاعبين عن التمارين سيكون له تأثير سلبي بلا شك على الفريق قبل المباراة المصيرية أمام سيباهان إذا لم يتم تدارك الوضع بأي طريقة وتهيئة اللاعبين من كل النواحي على الأقل للتسعين الدقيقة المقبلة التي ( ربما ) تحفظ ماء الوجه في حالة التأهل للدور الثاني من دوري الأبطال بمشيئة الله إذا خدمتنا نتيجة المباراة الأخرى بين لوكوموتيف الأوزبكي والنصر الإماراتي.

شكراً جزيلاً لوقتكم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع