التحليل الفني

تحليل ياسر | ما بعد مباراة الاتحاد 1 × 0 نجران .. دوري عبداللطيف جميل 2015 / 2016 .. الجولة الـ 14

تحليل ما بعد مباراة : دوري عبداللطيف جميل . الجولة الـ 14
#الاتحاد_نجران 1 / 0 ,, على استاد الملك عبدالله بالجوهرة ( جده )
الهدف من : (1) مونتاري

#محللي_اتي_تايقرز
تحليل : ياسر فلاته
@solonesta

———-

بسم الله الرحمن الرحيم

معاناة الاتحاد في الشوط الأول

فضّل بيتوركا الاستمرار بنفس التشكيلة التي بدأت مباراة الرياض الأخيرة بتواجد مختار كمهاجم ثانٍ بجوار ريفاس مع نقل سان مارتيان إلى الطرف الأيسر وعبدالفتاح على الطرف الأيمن في 4-4-2 بدلاً من 4-3-3 التي اعتمدها المدرب الروماني في مبارياته الثلاث الأولى مع العميد.

في المقابل ، اعتمد أنجوس على نفس السيستم الذي كان يبدو في أحيانٍ كثيرة أقرب إلى 4-1-3-2 ببقاء معتز الموسى كمحور
متأخر وأمامه عباس ومندش والعيسى وإيريك شريكاً للمحياني في الهجوم مع منحه الحرية في التحرك خلفه والتنقل ما بين العمق والأطراف.

تحدثت في تحليل ما قبل المباراة عن بدايات نجران البطيئة وقبوله لأهدافٍ مبكرة في الكثير من اللقاءات ولكن الأمر لم يتكرر هنا على الرغم من أن الفرصة التي سنحت لمختار في الدقائق الخمسة الأولى والتي سددها في العارضة كان من الممكن أن تغيّر شكل المباراة تماماً.

عانى الاتحاد كثيراً في بناء اللعب من الخلف والتحضير في الوسط ونقل الكرة إلى ملعب نجران بسرعة وذلك لسببين :

السبب الأول ، هو التنظيم الدفاعي الجيد لنجران. أنجوس في مباراته الثانية فقط معهم ، نجح في إخفاء بعض العيوب الرئيسية التي
جعلت من دفاع نجران ثاني أضعف خط خلفي في دوري عبداللطيف جميل ، لعل أبرزها هو تباعد خطوط الفريق والمساحات الكبيرة بينها وخصوصاً بين الوسط والدفاع. معتز الموسى أضاف توازناً رهيباً لخط الوسط في مباراته الأولى وغطّى الكثير من تلك المساحة بفضل تمركزه الجيد وتوقيت تدخلاته وافتكاكه للعديد من الكرات.

أنجوس كان سعيداً بترك الكرة مع قلبي دفاع الاتحاد أثناء بنائهم للعب وركّز على إغلاق زوايا التمرير إلى لاعبي الارتكاز
زياد ومونتاري عن طريق المهاجمين والضغط عليهم عند استلامهم للكرة في الثلث الثاني من الملعب. لكن عند عودة أحدهما وبالذات مونتاري الذي كان يعود إلى الخلف بالسقوط بين ياسين وعسيري أو بجانبهما على نفس الخط للتخلص من هذه الرقابة والبدء في عملية بناء اللعب من الخلف ، لم يكن لاعبو نجران مندفعين للحاق به والضغط بشكلٍ عالٍ ، حيث حافظوا على الـ compactness وأبقوا خطوطهم متقاربة وكانت لديهم استراتيجية واضحة لهذه المباراة.

الجناحان محسن العيسى وسلطان مندش قاما بعمل هائل في الضغط على ظهيري الاتحاد ومساعدة المحياني وإيريك والمحاور في الضغط على زياد ومونتاري وحتى سان مارتيان إذا عاد قليلاً إلى الوراء.

image

في هذه اللقطة ، يقوم العيسى بإغلاق زاوية التمرير إلى سان مارتيان مع استعداده للضغط على ماجد الخيبري إذا مُررت الكرة إليه ، وكذلك فعل مندش على الطرف الاخر مع عبدالفتاح وخريص. وكانت هناك أكثر من لقطة يظهر فيها عيسى المحاني وهو يقوم بالإشارة بيديه إلى رباعي الوسط خلفه للضغط على زياد تحديداً إذا تمكن الاتحاد من تجاوز أول خطوط الضغط.

السبب الثاني هو التنظيم الهجومي السيء للاتحاد في الشوط الأول والناتج عن سوء تمركز عبدالفتاح وسان مارتيان على الأطراف وبُعدهما عن عملية التحضير في الوسط والمساهمة في إخراج الكرة من الخلف ونقلها إلى النصف الثاني من الملعب وعدم التواجد في أنصاف المساحات كما في هذه الصورة :

image

وبإمكانك ملاحظة الكثافة العددية للاعبي نجران في منتصف الملعب وخلوّه من أي لاعب إتحادي.

وبالإضافة إلى ذلك ، الرتم البطئ وكثرة التمريرات الخاطئة من مونتاري وقلبي الدفاع والظهيرين زادت الأمر سوءاً. عندما تلعب ضد فريق يدافع مثلما فعل نجران ، فإن كل ما يريده منك أن تلعب أمامه كما فعل النمور في الشوط الأول وبذلك الرتم الذي يساعده على تسيير المباراة كما يريد.

الرتم السريع والنسق العالي وتغيير اللعب من جهة إلى جهة بتكثيف إحدى الجهتين والتركيز عليها ثم نقل اللعب إلى الجهة الأخرى لخلق المساحات من الحلول الفعّالة لتحريك هذا البلوك الدفاعي ولكننا لم نرَ أياً من هذه الأمور في الشوط الأول.

image

في الصورة أعلاه ، قام مونتاري بلعب كرة طويلة بلا معنى ( بالسهم الأحمر ) ذهبت مباشرة إلى الحارس بدلاً من أن يلعبها إلى ماجد الخيبري ( بالسهم الأبيض ) كما يشير إليه أحمد عسيري ( المحدد بالدائرة ). مثل هذه القرارات تجعل الفريق يخسر بعض الكرات بسخافة بدلاً من تدوير الكرة بإيجابية ودفع الفريق للأمام.

ومع استمرار المشكلة ومرور الدقائق ، أصبح سان مارتيان يعود إلى منتصف ملعب الاتحاد أحياناً لمساعدة زملائه في هذا الموقف والمشاركة في صناعة اللعب والتحضير بدلاً من البقاء على الطرف الأيسر دون أن يشترك كثيراً في اللعب.

image

أما بخصوص الاتحاد دفاعياً ، لم يعاني الفريق في الخلف ولكنه لم يضغط في هذا الشوط على المنافس بشكلٍ عالٍ كما فعل في المباريات الماضية مع بيتوركا. ولقطة الهدف كانت من اللقطات القليلة التي ضغط فيها اللاعبون بشكل مكثف وتمكنوا من قطع الكرة من مندش في منطقة مهمة من الملعب.

image

وربما تكون هذه أيضاً هي اللقطة الوحيدة التي تقدم فيها عوض خريص وساهم هجومياً. تحدثت قبل المباراة عن معاناة مدافعي نجران في التعامل مع الكرات العرضية العالية والأرضية وأنه يجب تحرير الظهيرين لاستغلال هذه النقطة ولكن لم يكن لهما أي دور هجومي مؤثر في الـ 45 دقيقة الأولى. والهدف يأتي تأكيداً كذلك للإحصائية التي تقول بأن نجران هو أكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف من لاعبي وسط الفرق الأخرى (11) بعد هذا الهدف من مونتاري.

دخول فهد وتغيير شكل الفريق

image

بعد مرور 10 دقائق فقط من بداية الشوط الثاني ، قرر بيتوركا الاستعانة بفهد المولد مكان مختار فلاته في تغيير متوقع.

مع دخول فهد ، عاد الفريق للعب بـ 4-3-3 حيث أصبح هو وفتاح جناحين متقدمين وعاد سان مارتيان إلى مكانه المعتاد في مثلث الوسط على الناحية اليمنى. هذا التغيير أعاد التوازن لوسط الملعب وتحرر سان مارتيان ومونتاري وكان اداؤهما أفضل بكثير وخصوصاً الأول الذي زاد تأثيره على المباراة وساهم في صناعة العديد من الفرص.

مشاركة فهد أعطت الفريق بُعداً جديداً ونسقاً آخر حيث ارتفع الرتم وسرعة الاداء بشكلٍ واضح وخلقوا فرصاً كثيرة وسهلة
للتسجيل لم تُستغل من فهد على وجه الخصوص. وكذلك اشترك الظهيران أكثر في النواحي الهجومية.

ومع عودة الفريق لشكله المعتاد في الحالة الهجومية 2-5-3 وإرهاق لاعبي نجران بعد مجهود الشوط الأول ، أصبح الخروج بالكرة وبناء اللعب من الخلف أسهل وأقل تعقيداً وحصل لاعبو الوسط على المساحة والوقت لاستلام الكرة وفرض رتمهم على المباراة كما في هذه الصورة :

image

تغييرات بيتوركا الأخرى بدخول أبو سبعان وعبدالرحمن الغامدي بدلاً من سان مارتيان وعبدالفتاح كانت فقط لتنشيط الفريق ومحاولة إغلاق المباراة وتسييرها بهدوء حتى النهاية. بينما تغييرات أنجوس ومشاركة البرازيليين فيريرا ودي مورايس لم تشكّل فرقاً في الشوط الثاني لا سيما بعد هبوط المستوى البدني لبقية اللاعبين مع سير المباراة.

خاتمة

بيتوركا لن يكون سعيداً إلا بالنقاط الثلاث من هذه المباراة. ما عدا ذلك ، بالتأكيد لن يكون راضياً عن اداء الشوط الأول وعن الكثير من الأخطاء في التمرير لا سيما من قلوب دفاعه. أحمد عسيري في العادة جيد في الخروج بالكرة ولكنه كان سيئاً في هذه المباراة في هذا الجانب ، بينما ياسين حمزة ورغم كونه مدافعاً جيداً ، إلا أنه قد يكون أسوأ قلب دفاع في الفريق من ناحية بناء اللعب من الخلف وجودة التمريرات الطويلة أو القصيرة ، ويعاني كثيراً تحت الضغط العالي. وهي نقطة يجب عليه تحسينها.

الفريق كان جيداً جداً في مباريات بيتوركا الأربع الأولى ولم يظهر بشكلٍ سيء إلا في الشوط الأول من هذه المباراة. وربما تكون فرصة لبيتوركا للوقوف على بعض الأخطاء وعن مدى ملائمة 4-4-2 للاعبيه وتحديداً سان مارتيان من بداية المباريات. مباراة الوحدات الأردني في الملحق الاسيوي اقتربت ولا تحتمل أي مجال للخطأ أو التراخي ، لذا ، لنأمل أن الفريق سيكون في أفضل حالاته يومها ، لأن نتيجتها ستحدد شكل موسمنا وستغير الكثير من الاعتبارات.

شكراً لوقتكم

 ياسر فلاته

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع