أقلام الصحف السعودية

لا “ تباركوا ” للمسعود | بقلم عدنان جستنية

المباركة لأحمد مسعود يجب أن لا تأخذ في إطار فهمنا لها إطارا ضيقا، فتهنئته بمنصب سبق أن تقلده مرتين وهو لَيْس بغريب عليه وكانت له بصمات نجاح كبيرة كرئيس لنادي الاتحاد في كلتي المرحلتين، تدعونا كمتابعين للمشهد الاتحادي منذ ست سنوات تقريبا إلى التفكير بشكل مختلف وبمباركة وتهنئة مختلفة تماما، تحمل في صيغتها نظرة عميقة لناد عاش فترة من الانقسامات والصراعات الداخلية ومكبل بالديون وافتقد إلى تلاحم وترابط أبنائه ورجالاته، مما فرض عليه قبول هذه المهمة الصعبة جدا ومسؤولية ضخمة ومتعبة جدا جدا وافق “أبوعمر” على تحملها بكل مافيها من مخاطر.

ـ من خلال نظرتنا لحجم هذه المسؤولية لابد لنا معرفة الأسباب التي جعلت من المسعود هو الخيار”الأنسب”عند الرمز المحبوب الأمير طلال بن منصور في مرحلة تتطلب وجود رجل “حكيم” وقائد “محنك” واقتصادي “خبير”، فلمس بروح المحب للكيان ولكل عشاقه أن المسعود هو قائد “المرحلة” والرئيس “المناسب” الذي تتوفر فيه كل المواصفات المطلوبة لإعادة ترتيب البيت الاتحادي من الداخل والخارج، ولعل ما يؤكد صحة هذه النظرة تلك الخطوات”الحكيمة” والجريئة التي أقدم عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية بدءا من ذهابه لعضو الشرف منصور البلوي في منزله دون أي حساسية من تيارات متحالفة ومتشابكة قد يكون لها موقف من هذه الزيارة ناهيكم عن إعطاء الفريق أسعد عبدالكريم حقه الأدبي من التقدير والاهتمام ليكون له دور إيجابي في خطوة الألف ميل و”نجاح” يشترك فيه الجميع، حتى على المستوى الإعلامي كان المسعود يدير معركته معهم بمنتهى الهدوء والذكاء دون الدخول في متاهات تعيد الاتحاد للمشهد القديم.

ـ ولو تأملنا للمشهد”المالي”وكيفية تعامل المسعود معه فقد كانت “داهية” في طريقة وضع الجمهور الاتحادي والرأي العام في مواجهة “الحقائق” دون أي تزييف لها أو وعود لا يستطيع الوفاء بها، فمن خلال “شفافية” الموقف وشيك تأخر صرفه لخمسة أيام لا يعني أن مبلغ “30” مليوناً غير متوفر بقدرما أن الهدف المرغوب إيصاله هو إقناع الجماهير بحجم المشكلة التي يعاني منها العميد، وفي نفس الوقت عشم كبير في “تعاون” المسؤول ليكون عاملا مساعدا لحل ما يمكن حله من مشاكل تعترض إدارة مكلفة لمدة سنة، ثم إن تواصله المباشر مع رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد والجلوس معه وكسب “ثقته” مكملة لكل الخطوات السابقة التي بادر الرئيس الذهبي بالإقدام عليها بما فيها رغبته كإداري منظم استلام النادي بطريقة نظامية لا يكتفي فقط باستلام المفتاح” إنما وفق منهجية معروفة ومتعبة حتى وإن لم تعقد الجمعية العمومية.

ـ بقيت ملفات أخرى أكثر أهمية وضخامة لا يستهان بها ستواجه المسعود وإدارته المكلفة، وهو حمل كبير وتركة ثقيلة جدا تحتاج إلى عمل شاق وطويل وإلى قوة تحمل وصبر جميل وإلى دعم جماهيري من كل الاتحاديين وفق خطة الكل يشترك في تنفيذها وتحقيق النجاح المأمول لها من قبل كل اتحادي ينبض قلبه بحب هذا الكيان الكبير العملاق، ويأمل في عودة هيبته ومكانته من جديد، مع يقيني التام أن المسعود وإدارته بإذن الله وتوفيقه سيكونان عند حسن ظن “الرمز” أبومنصور وثقة أمير الرياضة عبدالله بن مساعد وجماهير العميد ومحبي الكيان عموما.

ـ خلاصة القول.. لا تباركوا للمسعود فحسب إنما ادعوا له هو ومجلس إدارته بالتوفيق والنجاح، وليتعاون كافة الاتحاديين معه دون استثناء ويكونوا عونا له وعلى قلب رجل واحد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع