أقلام الصحف السعودية

ديربي (يلي فات ما مات) بقلم | عدنان جستنية

ليسمح لي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، أن أستعير منه عبارته الشهيرة “يلي فات ما مات” التي “كيفت” عندها كثيراً متأملاً معجباً بمحتوى “مدلولاتها “الخطيرة، و”صهلل” كثيرون بمجتمعنا الرياضي بعد سماعهم لها، والأمل يحدوهم بتنفيذ الوعد الذي أطلقه ضمنياً، من خلال ما يريد إيصاله من بُعد فكري يربط الحاضر بالماضي، بأنه لن يسلم أي شخص حالياً وسابقاً ثبتت عليه أي مخالفات أو أي فساد، حيث ينال عقابه كائن من كان.

ـ ذكريات ومذكرات”لاتنسى” مليئة بالحقائق يدونها “التاريخ” في سجلاته، بما فيها من مواقف ومواجهات وقرارات وإنجازات، لو تم استرجاعها فإن الحساب سيكون عسيراً والفضائح مالها أول ولا آخر، ولربما اضطر رئيس هيئة الرياضة “إلى كتابة تاريخنا الرياضي من جديد، بدءاً من أول يوم أسندت له مهمة ومسؤولية قيادة حركتنا الرياضية.

ـ يلي فات ما مات، لو طبقنا مضمونها على مواجهة “الديربي” التي ستجمع يوم غد الاتحاد بالأهلي، فإننا حتماً سنستعرض شريطاً من حقب زمنية تابعنا وشاهدنا ما فيها من صراعات تنافسية وبسط نفوذ تضرر منه العميد، فمباراة “8ـ 2” التي كسبها الاتحاد خلفت بعدها “ترسبات” كاد بسببها يختفي العميد من خارطة الرياضة السعودية، وفِي التسعينيات لوعدنا إلى “المميزات” التي حصل عليها الأهلي دون غيره من الأندية، لانخفض عدد بطولاته لأكثر من النصف، ولو عدنا إلى مباراة النهائي التي كسبها الأهلي 4ـ0 لبحثنا حول من طالب بتحويلها من المساء إلى أن تلعب في النهار، وراجعنا سجل أسماء كثيرة من اللاعبين، وسألنا لماذا وأين “اختفوا” تماما بعد تلك المباراة، لوجدنا أننا أمام حقيقة فعلاً “يلي فات ما مات”.

ـ شعار “يلي فات ما مات” كان دائماً في كل مواجهات الاتحاد والأهلي حاضراً، وهو ما شكل حدة المنافسة القوية بين الناديين، فجماهير الاتحاد مع تعاقب السنين والأجيال لم ينسوا ماتعرض له ناديهم مِن إساءات و”ظلم” للإطاحة بناديهم، تم من خلال “خطف” لاعبين وانتصارات تحولت إلى هزيمة بسبب تحكيم “ظالم”، ولكن كل هذا الظلم والإساءات لن يكون “أسوأ” حالاً وضرراً ممن”أساءوا” للاتحاد، ممن يدعون محبته، الذين عبثوا بأمواله ومكتسباته، فهؤلاء من كادوا “يدمروا” الكيان، وجماهيره المخلصة اليوم تنتظر بفارغ الصبر تطبيق وعد “آل الشيخ” يلي فات ما مات، لينالوا عقابهم من”العدالة” ممثلة في هيئة الرقابة والتحقيق.

ـ نعود إلى مباراة الغد، فالضعف الاتحادي وما يعانيه من ظروف صعبة فرصة كبيرة ليرد الفريق الأهلاوي “الثمانية” بنفس شعار”يلي فات ما مات”، ولا أظن أن الأهلي سيواجه الاتحاد مستقبلا بمافيه من”سوء” كماهو حاله الآن، وإن كان العميد على مدى تاريخه وهو في أسوأ حالاته يقلب”الطاولة” على خصومه، من خلال جمهور يسانده ويدعمه في أحلك الظروف، ذلك لأن مواجهة الأهلي لها ذكريات خاصة، تحتفظ في طياتها بذكرى لن تغيب عن ذاكرة الاتحاديين، وللأهلاويين طال الزمن أو قصر”يلي فات ما مات”، وإن كنت أتوقع من خلال مستويات الفريقين فوز الأهلي بـ”4ـ1″.. والله أعلم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع